الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن جمعية "الأمل" الصحيَّة للإنجاب جمعية خيريَّة تهدف إلى مساعدة الفقراء الذين يعانون من مشكلات في الإنجاب، وهو عمل نبيل، ومجال مهم وخدمة جليلة، للمحتاجين إلى هذه الخدمة من فئات المجتمع المستحقين لهذا النوع من المساعدة.

ويشرف على هذه الجمعية نخبة من الإخوة الفضلاء المشهود لهم بالكفاءة والأمانة. وهذه الجمعية بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي ليستمر عطاؤها في تقديم خدماتها للمحتاجين من ذوي الدخل المحدود.

وبما أنَّ تكاليف هذا النوع من التدخل الطبي لمساعدة الفقراء على علاج مشكلات الإنجاب يتطلب تكاليف باهظة لا يقدرون على تحملها؛ لذا فإني أرى أن الإنفاق في مجال مساعدة هذه الفئة المحتاجة يدخل ضمن مصارف الزكاة الشرعية، ويجوز صرف الزكاة لهم لتغطية تكاليف الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية، والأدوات الطبية اللازمة.

ونظرًا لأن الجمعية تقوم بعمل خيري جليل يُحقق أهداف التكافل الاجتماعي والأخوة الإسلامية، فإنني أناشد الأخوة المحسنين لدعم الجمعية ولو من الزكاة المفروضة، بالإضافة إلى الأوقاف وصدقات البر والإحسان.

إن دعمكم لهذه الجمعية لا يسهم فقط في تحسين حياة الأسر وإدخال السعادة إلى قلوبهم، بل يُعَدُّ أيضًا ذخرًا لكم في الآخرة ؛ وأذكّركم بقول الله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة : ٢٤٥] ، وبقول رسولنا صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين - ((من فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرُباتِ يوم القيامة)).

أسأل الله تعالى أن يستعملنا وإياكم في طاعته، ويوفقنا وإياكم لمرضاته، ويتقبل منا ومنكم ويجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه أخوكم
أ.د. عبد الله بن محمد المطلق
عضو هيئة كبار العلماء